الاثنين، 24 ديسمبر 2012

سامي الفهري:«سأخرج يا حي يا ميّت»!!


Sami Fehri
استأنف أول أمس السبت سامي الفهري اضراب الجوع الوحشي بعد أن كان قد علق الاربعاء الماضي الطابع الوحشي لإضرابه عن الطعام اثر لقائه بالنائبين في المجلس الوطني التأسيسي عصام الشابي وإياد الدهماني اللذين تحدثا اليه لمدة نصف الساعة وتمكنا على اثرها من اقناع الفهري على تعليق الطابع الوحشي لاضراب الجوع الذي دخل فيه منذ يوم الثلاثاء الماضي على خلفية مواصلة أسره  رغم الحكم الصادر عن محكمة التعقيب والقاضي بإطلاق سراحه إلا أن النيابة العمومية التي يرأسها وزير العدل نورالدين البحيري، عطلت هذا الحكم القضائي الصادر عن أعلى جهة قضائية في البلاد ونعني محكمة التعقيب.
ويذكر أن احدى الدوائر بمحكمة التعقيب قد نقضت كليا قرار دائرة الاتهام الصادر في أوت الماضي وبهذا النقض وقانونيا فإن سامي الفهري حر ولكن الذي حصل أنه ومنذ 28 نوفمبر الماضي تاريخ صدور حكم محكمة التعقيب لا يزال «أسيرا» في سجن المرناڤية. ما أثار عديد الردود في الداخل والخارج الرافضة لما يجري وتشير هذه المصادر الى أن ما يتعرض له سامي الفهري يعد خارجا عن القانون، كما طالبت منظمات حقوقية دولية باطلاق سراحه.
استئناف إضراب الجوع الوحشي
نعود الى استئناف سامي الفهري لاضراب الجوع الوحشي والأسباب التي دفعته الى مثل هذه الخطوة، أسباب علمنا أنها تتعلق أساسا بما صرّح به وزير العدل نورالدين البحيري.. وهذه التصريحات جعلت الفهري يستأنف الطابع الوحشي لاضرابه عن الطعام. سامي تأكد أنه ضحية حسابات سياسية ضيقة، وتأكد أنه ضحية رفضه القاطع الدخول الى بيت الطاعة، تأكد من هذا التصريح  وغيره من التصاريح أن إبداعه أزعج الماسكين بزمام السلطة، وعودته الى اضراب الجوع الوحشي تأكيد على أنه على حق وأنه مظلوم وعليه فهو يؤكد أنه يقول «يا نخرج يا حي يا ميّت»..
حالته الصحية تسوء
تمكنا بوسائلنا الخاصة ربط قنوات الاتصال بأحد المصادر في سجن المرناڤية الذي نحتفظ بهويته، أفادنا بأن الحالة الصحية لسامي الفهري تسوء من يوم الى آخر وعلى رأي محدّثنا فإن «وجهه شاحب وبدأت تظهر عليه ملامح التعب وهو الذي دخل منذ الثلاثاء الماضي في اضراب جوع وحشي»..
محدّثنا أكد أن سامي اختار أن يدخل في إضراب الجوع الوحشي بعد أن أحسّ أنهم يمارسون عليه ضغوطا كبيرة وهرسلة باتت مفضوحة اليوم يريدون تصفيته بدنيا بعد أن قتلوه معنويا..
محدّثنا رفض مزيد الخوض في مسألة سامي الفهري مكتفيا بالقول: «إن شاء الله يخافوا ربي، سامي الفهري اليوم مهدد في حياته بعد دخوله في اضراب الجوع الوحشي»..
قضية رأي عام ومساندة مطلقة
قضية سامي الفهري هي قضية رأي عام بعد أن بانت ملامحها وتوضحت بالضافة الى أن عديد المنظمات الحقوقية الدولية التي أصدرت بيانات مساندة للمنتج التلفزيوني أكدت أن شكوكا تحوم حول أسباب الإبقاء عليه في السجن مشيرة الى أن الفهري يجب أن يكون الآن خارج أسوار السجن بناء على قرار محكمة التعقيب الذي أنصفه، هذه المنظمات يبدو أنها ترسخت لديها قناعة أن سامي الفهري اليوم يدفع غاليا ضريبة رفضه القطعي الدخول إلى بيت الطاعة وإيمانه الراسخ والثابت بحرية الإعلام والتعبير والابداع، حرية أهدانا إياها شعبنا، وما يجري مع سامي الفهري جعلنا نتأكد أن هذه الحرية وهي المكسب الوحيد الذي غنمناه من ثورة 14 جانفي باتت مهددة أمام المحاولات العديدة للهيمنة على القطاع إما بالترغيب أو بالترهيب واليوم على الجميع التوحد والالتفاف حول القطاع ومنع وصد أي محاولات إعادة تركيعه وتطويعه لخدمة السلطان.
أين القضاء المستقل؟!
من أهم وأبرز المطالب التي نادى بها التوانسة ابان اندلاع أولى شرارات الثورة، استقلالية القضاء الذي يبقى مطلبا أساسيا في بناء دولة الديمقراطية والقانون، واليوم نحن نتابع أطوار قضية سامي الفهري يتساءل عديد المراقبين الى أن المسألة فيها غموض ويقولون: «بماذا تفسّر عدم تنفيذ حكم صادر عن محكمة التعقيب وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد؟ بطاقة سراح سامي الفهري موجودة، ولكن النيابة العمومية التي يرأسها وزير العدل رفضت تنفيذها والأغرب من عدم التنفيذ هي الطرق والأساليب التي تعتمدها، أساليب نذكر منها واحدة  تمثلت في وصول رسالة عادية مكتوبة بخط اليد الى مدير سجن المرناڤية من النيابة العمومية فيها تعليمات بعدم تنفيذ قرار محكمة التعقيب ونذكر أن هذه الرسالة كانت قد وصلت مدير السجن في حدود الساعة الحادثة عشرة والنصف ليلا».. لكم التعليق!
كلنا سامي
نظمت يوم الجمعة الماضي جمعية «كلنا سامي» بالعاصمة، لقاء صحفيا تم التعرض خلاله الى المظلمة الصارخة التي يتعرض لها سامي الفهري المحتجز اليوم ودون موجب قانوني في سجن المرناڤية، وحضر هذا اللقاء العديد من الوجوه المعروفة سواء كانت إعلامية أو فنية أو حقوقية ونذكر: رؤوف بن عمر، محمد علي بن جمعة، توفيــــق الغربي، جمال العرفاوي والمنتج المعروف يسري الذي انطلق في حديثه بالقول: «اليوم كلنا سامي، وكلنا يمكن أن نكون ضحايا الكلمة الحرة ونتعرض الى القهر الذي يتعرض له سامي الفهري، نحن نادينا بالمحاسبة على أساس العدل وبعيدا عن الانتقام، ما يتعرض له سامي ظلم واضح»..
«أنا أتوجه بنداء عاجل الى المناضل الحقوقي المنصف المرزوقي، وإلى سمير ديلو، محمد عبو، وحمادي الجبالي الذي أنا متأكد أنه مناضل ويخاف ربي. ندائي إليهم ليتحركوا ويتكلموا حتى تقف مثل هذه المهازل ويقف الظلم و«بجاه ربي يا مناضلين انصفوا الناس» ولا تنسيكم السلطة نضالاتكم».. هذا وتم التشديد خلال هذا اللقاء الصحفي على ضرورة تطبيق القانون وتنفيذ قرار محكمة التعقيب أعلى درجة في التقاضي وأكدوا أن عدم احترام القضاء خطر على تونس..
وقفة احتجاجية
هذا ونشير الى الوقفة الاحتجاجية التي ستنتظم صباح اليوم أمام السجن المدني بالمرناڤية ويشارك فيها  إعلاميون وفنانون وحقوقيون وسياسيون إضافة الى العديد من المواطنين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق