الاثنين، 29 أكتوبر 2012

فتاة تروي مأساتها : سافرت إلى لبنان للعمل فوجدت نفسي في شبكة دعارة واسعة


فتاة تروي مأساتها : سافرت إلى لبنان للعمل فوجدت نفسي في شبكة دعارة واسعة

نحتاج في هذه الدنيا إلى الأمل حتى نتمكّن من تخطّي وتجاوز ما يعترضنا من صعوبات وعراقيل، ومن دون أمل لا يمكن أن نتقدم ونتجاوز الغصرات والمشاكل، وإذا ما افتقدنا الأمل فقدنا الحياة ونعيش أسرى مأساة أو معاناة أو مشكلة.. ومن أخطأ وانحرف لا يمكن أن يعود إلى الصراط المستقيم إذا انعدم لديه الأمل في الاصلاح والخروج من حياة الانحراف التي دفعته إليها ظروف متعدّدة، ومع الأمل وجب على المجتمع أن يكون متسامحا وأن يغفر ويساعد على الاصلاح.

 لكن ما نلاحظه هو أن مجتمعنا لا يرحم من زلت به القدم في عالم الانحراف وتبقى تلك النظرة الدونيّة هي السمة البارزة والغالبة، كثيرون أخطؤوا وإذا ما أرادوا التوبة فإن المجتمع يلفظهم ولا يرحمهم ويجبرهم على البقاء في عالم الانحراف وكثيرون راحوا ضحايا مجتمع لا يرحم ويرفض أن يقع التعرض في وسائل الاعلام إلى حالات من الواقع أجبرتها ظروفا معينة على الانحراف والحياد عن الطريق السوي، ومثل هذه الحالات فإنها إذا تكلّمت وتحدثت وعبّرت في وسائل الاعلام فإنها ستختار طريق التوبة وهو الطريق الذي اختارته ضيفتنا اليوم والتي نتحفّظ عن هويتها وننقل تفاصيل مأساتها كما روتها على مسامعنا، محدثتنا من بين اللواتي تم التغرير بهن، بحثت عن عمل في الخارج فوجدت نفسها بين أحضان شبكة دعارة لا ترحم وتتاجر بالبنات.. سافرت بكثير من الأمل لتعود بعد أشهر بمأساة تنأى الجبال عن حملها، مأساة تكتشفونها في هذه المساحة.

اغتصاب فانتقام

مأساة محدثتنا انطلقت عندما كانت في سنّ الثانية عشرة، وإليكم ما جاء على لسانها «أنا أنحدر من عائلة محافظة ودارنا صعاب برشة، حياتي كانت طبيعية وتسير بصفة عادية، كنت صغيرة لا أعرف شيئآ، وكان همّي النجاح وإسعاد العائلة.»

تسكت محدثتنا لحظات لتواصل «كنت في الثانية عشرة من عمري عندما تعرّضت إلى عملية اغتصاب وحشيّة من وحش آدمي لم يرحمني، اغتصبني بكل وحشية، الأمر الذي انعكس عليّ سلبيّا، انقلبت حياتي رأسا على عقب، لم أشأ أن أخبر أفراد العائلة، خفت كثيرا من ردّة فعلهم وأن أتعرّض إلى الانتقام، بعد تفكير انتقلت إلى العيش في العاصمة، هربت من مسقط رأسي لأجد نفسي في أحضان مجتمع لا يرحم، تعرّفت على فتيات وانخرطت في عالم الليل.. سهريات وخرجات، كنت صغيرة وسحرني العالم الجديد الذي وجدت نفسي فيه، انتقمت من نفسي عندما دخلت عالم الرذيلة، تغيّرت حياتي كثيرا، تحطّمت أحلام الطفولة، وما عاد يعنيني شيء في الحياة، كل ما يعنيني هو العالم الذي أجبرتني غلطة ارتكبها غيري على الدخول فيه، عاقبت نفسي على جريمة لم أقترفها ولم أرتكبها».

لبنان والسقوط في الفخّ

بكثير من الألم واصلت محدثتنا سرد تفاصيل مأساتها «انخرطت في الحياة الجديدة وفي داخلي رغبة جامحة في الخروج من العالم الذي فُرض عليّ، كنت أبحث عن مخرج يكون في عمل ينتشلني من حياة الضياع، تعرّفت على أحدهم وأعلمني أنه يمكن له أن يشغّلني في لبنان، وافقت دون تردّد وخلت أن الأوضاع ستنفرج، بعث لي «الفيزا» وسافرت إلى لبنان أين تحطّمت أحلامي وطموحاتي من جديد، وجدت نفسي بين براثن وحوش آدمية لا ترحم، أرغموني على الدخول في عالم الرذيلة، خمر ومخدرات وإجبار على ممارسة الجنس، نتعرّض دائما إلى التعنيف والمعاملة كانت سيّئة للغاية، بقيت خمسة أشهر لأقرّر بعدها العودة إلى البلاد، هربت والفترة التي قضّيتها في لبنان كانت فترة صعبة، هربت من عالم لا يرحم.. «فدّيت برشة، طيلة الخمسة أشهر التي قضيتها في لبنان كنت أبكي وأتألّم وأتعذّب».

ضحيّة الظروف

«الظروف هي التي أجبرتني على  ممارسة البغاء السرّي، عشت تجربة صعبة في لبنان، هي تجربة مرّة، غلطة وكل الناس يمكن أن تخطيء وتغلط، تجربة قاسية تلك التي عشتها، وأقول أنه واجب على الأباء الاهتمام ببناتهم وأن يحافظوا عليهن، أنا الآن بصدد تغيير حياتي وأعمل على تجاوز الماضي الآليم بكل تفاصيله ومآسيه، أبحث عن عمل شريف، أريد أن أتعب وأشقى لأجمع المال، التعب في العمل له نكهة خاصة.. أريد أن أتعلم معني أن تجني المال بعرق الجبين، أنا نادمة رغم أنّي كنت ضحيّة ظروف قاهرة رمت بي في عالم الانحراف الذي خرجت منه».

الشبكة لا تزال تنشط

محدثتنا أكدت أنها عادت من لبنان من تلقاء نفسها ولم تكن من بين 80 فتاة تونسية اللاتي تمّ ترحيلهن وأضافت «لماذا نحن فقط، إلى الآن لا يزال العديد من الفتيات يتردّدن على لبنان يسافرن ويعدن دون أن تقع متابعتهن، وهذا «إللي قهرني». 


صلاح الطرابلسي

المصدر : الصريح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق